تعريف التخطيط
يعرف التخطيط بشكل عام بأنه أسلوب موجه وعمل منضبط يهدف إلى وضع الخطط للاستفادة من كل الطاقات المتاحة ضمن الدولة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية والبشرية والتوجيه الواعي لها لتحقيق أهداف اجتماعية ضمن إستراتيجية مقررة وخلال مدة زمنية محددة
ويبرز على أساس هذا التعريف للتخطيط الشامل مفهوم تخطيط المدن الذي يكرس لدراسة المناطق الحضرية من حيث تطورها وعلاقاتها مع بعضها وإمكانيات تحضرها من عدمه .ويهتم التخطيط الحضري بإعداد خطط حضرية للمدن مجتمعة أو انفرادية وهو بهذا يتألف من اتجاهين يهتم الأول بوضع الخطط على مستوى المدن في الدولة أو إقليم معين منها فيما يدرس الثاني مدينة واحدة وذلك بوضع خطط لمجمل فعاليات المدينة من حيث توافر أماكن العمل والسكن والخدمات الأساسية الأخرى.
ويعرف التخطيط الحضري أيضا بأنه الإستراتيجية أو مجموعة من الاستراتيجيات التي تتبعها مراكز اتخاذ القرارات وتوجيه وضبط نمو وتوسع البيئات الحضرية بحيث يتاح للأنشطة والخدمات الضرورية أفضل توزيع جغرافي وللسكان اكبر الفوائد من هذه الأنشطة الحضرية.
ويمثل التخطيط الحضري التكوين النهائي للدور والمدارس وطرق المواصلات والمراكز الصناعية والتجارية والمتنزهات والعناصر المتعددة للبيئة الحضرية بحيث تكون أكثر عطاء وإنتاجية وملائمة للجميع والنتيجة الثلاثية الأبعاد لذلك تجمع بين الجانب المعماري والتصميم المدني وجمالية المشهد الحضري .
وبالنظر لتعدد وجهات النظر حول تعريف التخطيط الحضري فانه بالإمكان وضع خصائص وسمات يجب أن تتوفر في أي عملية للتخطيط الحضري وهي :
- ان تشمل عملية التخطيط الحضري على معايير كيفية وكمية على أساسها يتم تخطيط المدينة.
- إن يعمل على التوازن والتوفيق بين تصورات الجهات الإدارية والعوامل التي تؤثر في المجتمع .
- إن يحصل التخطيط على دعم الدولة لغرض التأييد أولا ثم التنفيذ.
- إن يتضمن شروط الذوق والجمال الفني والوظيفة الملائمة للجميع في المجتمع .
- لابد أن يعكس نزعة تجريدية توفق بين الماضي والحاضر واحتياجات المستقبل .
- ن يعكس التخطيط الحضري القيم الاجتماعية والأخلاقية والجمالية والاقتصادية في المجتمع .
- إن يتضمن قواعد وأسس واضحة لاستعمالات الأرض والانتفاع بها في البيئة الحضرية .
أنواع المخططات
هناك أنواع عديدة للمخططات فهي تتراوح من التخطيط العائلي إلى التخطيط القومي.عموما تقسم المخططات إلى عامة وابتدائية ومحددة
- المخطط العام : في المخطط العام تؤخذ نظرة عامة للإقليم بشكل شامل وعلاقة المدينة بهذا الإقليم من مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهو ما يسمى بالمخطط الجماعي الشامل ويتضمن دراسة المخطط إعطاء الأولوية لمشاريع معينة لها علاقة بخطة الدولة العامة للوصول إلى انتعاش اقتصادي لكافة أقاليم الدولة.
- والمختصون الذين لهم علاقة بهذا المخطط هم : المعمار ،وعالم الاجتماع،والفنان ،ورجل القانون،والمهندس المدني ،والجغرافي،والجيولوجي ،والاقتصادي ،والسياسي.
- المخطط الابتدائي (الوظيفي) :وفيه تحدد وظيفة كل مختص ،فمثلا عند دراسة توصيلات المياه بشبكة المجاري ،أو مناطق التسلية والترفيه ،أو تجميع الفضلات الصلبة والتي أقرت بالمخطط العام ،يجب على كل مختص وضع التفاصيل العريضة عن كل فقرة سالفة الذكر مع تحديد كلف كل فقرة وبالتالي الكلف الإجمالية وبيان الفوائد والإضرار الناتجة عن كل فقرة .
المخططات المحددة بعد إقرار المخطط الابتدائي يأخذ الصيغة القانونية وتحدد له الميزانية من الأصول الرسمية ثم ينتقل إلى مرحلة التنفيذ أو ما يسمى بالمخطط المحدد وذلك باختيار مهندس استشاري الذي يمكن أن يكون المخطط الابتدائي نفسه وكذلك تحضير الخرائط والمواصفات والعقود وغيرها من النقاط التفصيلية الأخرى.
يعتمد التخطيط الحضري على توفر المعلومات والدراسات الخاصة بالمدينة من حيث الموقع والطبيعة الجغرافية والدراسات الاقتصادية والاجتماعية والمساحة المرغوبة لحيازة الأرض في كل منطقة من مناطق المدينة والتوسع المفضل بالنسبة إلى التسهيلات وإمكانية الوصول والتلوث (الماء والهواء) والدفاع العسكري والحيازة للأرض مستقبلا بالقياس مع حجم السكان المتوقع. وبطبيعة الحال فان هنالك علاقة وطيدة بين الموقع والوظائف التي تتوفر في المدينة من حيث استعمالات الأرض للإغراض الصناعية والتجارية والمناطق الخضراء وعلاقاتها بشبكة النقل الداخلي فلا يمكن التخطيط لهذه الاستعمالات دون الأخذ بالعلاقة التي تربط بين هذه الأنشطة وبين حجم السكان المتوقع .
تجدر الإشارة إلى أن الموقع الخاص بالمدينة يدرس من النواحي الاقتصادية والاجتماعية حتى السياسية ،وترتبط استعمالات الأرض والتركيب الداخلي للمدينة والخطة الجديدة لها بالموقع ، فيؤثر ويتأثر فيه من حيث التوسع شمالا أو غربا أو التوقف في التوسع .
ويتأثر موقع المدينة وتصميمها الداخلي بأهمية تلك المدينة كمركز سياسي ،صناعي ،تجاري ،زراعي وحاجة ذلك الموقع إلى توفر المياه ،الطاقة ،مناطق تستخدم كطرق نقل وتوفرا لموارد الطبيعية بالقرب منها ،وتتوسع المدينة باتجاهات محددة حسب التصميم الحضري لها.
ومن الضروري جدا في الوقت الحاضر أن يهتم الجغرافي بالتصميم الحضري للمدينة من حيث علاقة المدينة بالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المراد تطويرها وتأثير العوامل الطبيعية على تطور المدن أو توسع تصميمها فيما يخص المناخ المحلي اتجاه الرياح وسرعتها وطبيعة التربة وصلاحيتها للبناء أو للاستغلال الاقتصادي ودرجة تلوث الماء والهواء.